بحث عن شهر رمضان

بحث عن شهر رمضان

~ ما هو شهر رمضان

أول ما نشير إليه في بحث عن شهر رمضان هو أنه الشهر التاسع في السنة الهجرية أو القمرية، بعد شعبان و قبل شوّال.

ويسعى المسلم فيه إلى اغتنام أعمال الخير و التسابق إلى الطاعات لنيل الأجر و الثواب، خصوصا أن الحسنات تضاعف و السيئات أيضا تضاعف؛ فأجر صلاة الفرض في رمضان يُعادل أجر سبع و عشرين فريضة فيما سواه، و أجر صلاة النافلة كأجر صلاة الفرض في غيره. حيث جعل الله تعالى باباً في الجنّة يقال له باب الريّان لا يدخله إلاّ الصائمون.

~ لماذا سمي رمضان بهذا الاسم

وسبب تسمية رمضان بهذا الاسم لأنه يرمض الذنوب، أي يحرقها بالأعمال الصالحة. و هو أفضل الشهور و أكثرها بركة، وفيه أُنزل القراَن على سيدنا محمد ﷺ.

~ متى فرض الصيام في شهر رمضان ؟

و قد فرض الله صيام شهر رمضان على المسلمين في شعبان من السنة الثانية من الهجرة النبوية.قال النبي عليه الصلاة و السلام: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ) رواه مسلم في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر في الصفحة أو الرقم 16 من صحيح مسلم بتصر ف. و قد صام النبي عليه الصلاة والسلام تسع رمضانات.

كما أن الصيام فُرض أيضا على أهل الكتاب من قبلنا تعبداً، ووجه الشبه بين صيامنا وصيامهم إما في الكيفية أو التوقيت أو المقدار كما جاء في الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 183)”.

~ فضل شهر رمضان

فرض الله تبارك وتعالى الصيام في شهر رمضان دون غيره من الشهور لأنه قد شُرِّف بنزول القرآن الكريم فيه بدليل قوله تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر» وقوله عز و جل ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾. سورة البقرة (185). و قد ورد في الحديث الشريف أنه الشهر الذي كانت قد أُنزلت فيه الكتب السماوية الأولى على الأنبياء.

يقول الرسول الأكرم: «أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان».

صيام شهر رمضان

~ حكم صيام شهر رمضان :

الصوم عامة فقد أسقطه الشرع عن الحائض و النفساء. و صوم رمضان خاصة فإنه أسقطه عن الحائض والنفساء فعلًا وقت الحيض ووقت النفاس لا تصوم لكن تقضي، إذا جاء الحيض في نهار رمضان تفطر وكذا في النفاس تفطر ثم تقضي بعد ذلك بإجماع علماء الاسلام.

فقد كان ان النبي ﷺ يأمرالنساء بقضاء الصوم إذا أفطرن في رمضان من أجل الحيض والنفاس ولا يأمرهن بقضاء الصلاة. قالت عائشة رضي الله عنها: “كان يصيبنا ذلك على عهد النبي ﷺ فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة” .

~ اركان الصيام في شهر رمضان :

أركان الصوم عديدة وأساسية ولا يصح الصوم إلا بها، وهي كما يلي:

الإمساك عن الطعام والشراب وجميع المحرّمات من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.

النيّة: وهي اعتقاد القلب بفعل شيء وعزمه عليه من غير تردد.

~ شروط صيام شهر رمضان :

الصوم هو الامتناع عن شهوتي البطن و الفرج من قَبْل طلوع الشمس وحتى غروبها. تنقسم شروط الصوم إلى ثلاثة أنواع: شروط صحّة، وشرط وجوب، وشروط صحّة ووجوب معاً:

• شروط وجوب الصيام: البلوغ، القدرة و الإقامة.
• شروط صحّة الصيام: النيّة، التمييز و الزمان القابل للصوم.
• شروط وجوب وصحّة الصيام: الطهارة، الإسلام و العقل.

~ الليالي العشر من شهر رمضان :

تبدأ الليالي العشر الأواخر من رمضان من ليلة الحادي والعشرين وتنتهي بخروج رمضان. وهي أفضل ليالي العام على الاطلاق، وفيها ليلة القدر التي هي “خير من ألف شهر”. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها بالعبادة، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من العبادة والحرص على فعل الخير.

ففي صحيح البخاري و مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”. و”شد مئزره” كناية عن اعتزال النساء، و”أَحْيَا لَيْلَهُ” معناه استغرقه بالسهر في العبادة والصلاة وتلاوة القرآن.

~ أعمال الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان :

كما في سائر أيام و ليالي رمضان، يجب على ذوي الألباب اغتنام فرصة هذا الشهر العظيم و ملؤه بشتى أنواع الطاعات و الدعاء. وتبقى الليالي العشر الاواخر من رمضان على ذروة الاوقات الفضليات حيث أعمال البر تبلغ مداها، و نذكر منها: تحري ليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر – الاعتكاف – تلاوة القرآن – الإنفاق في سبيل الله تعالى.