اجتهد علماء الاجتماع و علماء التنمية و الفلاسفة لفهم و دراسة كل ما يخص الاسرة والتحولات الاجتماعية. و تسعى المجتمعات إلى تقوية و بناء أسسها لتكون قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية و الاجتماعية. و اهتم كل مجتمع بتأسيس نواة قوية و لبنة صلبة ، و تعدُّ الأسرة الخلية المكونة للجسم المجتمعي و حجر أساس كل مجتمع.
مفهوم الاسرة و أنواعها
اهتم علماء التنمية و غيرهم بالأسرة باعتبارها الضمان الحقيقي للنهوض بالمجتمع، فهي المركز الأول و المؤسسة الأولى لتكوين الفرد و توفير الراحة و الاستقرار و الأمن له. فمنها تنبعث شرارة النهضة أو الإنحطاط للمجتمع.
تعريف الأسرة
تتكون الأسرة عادة من الأب والأم و واحد أو أكثر من الأطفال. فهي النواة الأساسية داخل المجتمع البشري وأهم جماعاته الأولية، ارتبط أفرادها بروابط الزواج أو الدم أو التبني، مكونين الحياة الأجتماعية مع بعضهم البعض. وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في جميع جوانبه الاقتصادية و المادية والعقائدية.
انواع الاسرة
مع وجود تنوع أفراد الأسرة الواحدة، ذهب الدارسون لنظام الأسرة إلى تقسيمها إلى عدة أنواع هي:
- الاسرة النووية و تضم الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين.
- الاسرة المركبة و هي الأسرة التي تتكون من الزوجين و أطفال منحدرين من زواج آخر. كما تطلق على الاسرة المكونة من رجل متزوج من أكثر من زوجة.
- الاسرة المنفصلة هي الأسرة المكونة من أحد الزوجين و أبنائه و منفصلين عن الطرف الآخر.
- الاسرة الممتدة و هي أوسع أنواع الأسرة حيث تمتد خارج الأسرة النووية و تشمل أيضاً الأجداد و العمات و الأعمام و أبناء العم الذين قد يعيشون جميعا بالقرب من بعضهم البعض أو في منزلٍ واحد الذي قد يكون أحيانا مقر الاسرة النووية.
موضوع قد يهمك: أفضل دعاء للمذاكرة وعدم النسيان
وظائف الاسرة
بتعدد العناصر داخل الأسرة و دورها داخل المجتمع، كان لأفرادها وظائف تساعد على ترسيخ الروابط داخل الاسرة و تنشئة أجيال تساهم في تعمير الأرض. من أهم هذه الوظائف:
- الوظيفة البيولوجية و هي إنجاب الأولاد فهي سنة الحياة من أجل تعمير الارض و الحفاظ على النوع البشري و استمراريته.
- العناية الصحية و الرعاية الاسرية و التي تشمل توفير المأكل و المشرب و الملبس و المسكن بالإضافة إلى الحماية و الوقاية الصحية عن طريق التطبيب و الدواء.
- الحب و الأمان ضروريان سواء بين الزوجين ليتمكنا من مواجهة الحياة بكل طمأنينة و ثبات، و اتجاه الأبناء لتكون لهم شخصية متوازنة بعد أن يواجهوا العالم الخارجي و يستقلوا بذاتهم.
- الوظيفة الاجتماعية و تشمل تهيئة الأبناء قصد إدماجهم داخل المجتمع و ذلك بتلقينهم أساليب التعامل مع الناس و ترسيخ القيم و الأخلاق الحميدة فيهم.
- التعليم و الثقافة بمراقبة و تتبع المسار التعليمي و الدراسي للأبناء قصد تحقيق نجاحهم.
- الوظيفة المادية و هي توفير المال للإنفاق على أفراد الأسرة و حاجاتها الضرورية من طعام و كساء و مسكن و غيرهم.
التعاون الاسري
التعاون بين أفراد الاسرة في الحياة اليومية أمر ضروري لضمان سيرورتها و مواكبتها لتحديات الحياة. فنجد الاسرة، التي تقوم بتوزيع مهام تدبير الشؤون اليومية بين أفرادها مع إشراك الأبناء و تكليفهم ببعض الأدوار و التشاور معهم عند اتخاذ بعض القرارات، نجدها تعيش في انسجام تام و احترام متبادل ينعكس ذلك على الأبناء الذين يكسبون مهارات التدبير و التنظيم يساعدهم على جعل حياتهم المستقبلية أكثر استقرارا و انضباطاً.