تعد النجوم الزائفة، أو ما يُعرف بالكويزارات، نجم زائف (بالإنجليزية: Quasar)،من أكثر الظواهر الفلكية إثارة وغموضًا. عندما اكتُشفت لأول مرة، ظن العلماء أن هذه الأجرام البعيدة هي مصادر قوية لموجات الراديو، حيث اعتقدوا أن طاقتها تتركز في شكل إشعاع كهرومغناطيسي، خصوصًا في نطاق موجات الراديو. لكن مع مرور الوقت وتطور تقنيات الرصد، تبين أن هذه الفرضيات كانت بحاجة إلى مراجعة. فالنجوم الزائفة ليست نجوماً بالمعنى التقليدي، بل هي في الواقع أنوية مجرات نشطة تحيط بثقوب سوداء هائلة، تبث ضوءًا وأشعة أخرى بدرجات حرارة تصل إلى مئات الآلاف من الدرجات المئوية.
ومن المثير أن الكويزارات تُعتبر من أبعد الأجرام الفلكية التي نعرفها، مما يجعلها نافذة رائعة لفهم الكون في مراحله المبكرة. وليس هذا فحسب، بل إن بعضها، مثل النجوم الزائفة الوهّاجة (Blazars)، يظهر نشاطًا هائلاً يربطه العلماء بمجرات إهليجية ضخمة ونشطة.
من خلال هذه الرؤية المتكاملة، يمكننا أن نستوعب بشكل أعمق طبيعة هذه الأجرام الاستثنائية ودورها في رسم صورة شاملة للكون. كيف تم ثبوت ذلك؟ ما هي الموجات المنبعثة منها؟ وما معنى النجوم الزائفة؟ وما هي اشباه النجوم؟ ما هو الكوازار؟ كلها اسئلة سنحاول الإجابة عنها في هذا المقال.
Contents
انواع النجوم في الفضاء
النجوم هي أحد أهم العناصر في الكون، وتأتي بأنواع متعددة، تتفاوت في أحجامها ودرجات حرارتها وعمرها. من بين الأنواع الشائعة للنجوم نجد النجوم القزمة، والنجوم العملاقة، والنجوم النيوترونية.
النجوم النيوترونية والثقوب السوداء
النجوم النيوترونية، التي تعتبر من أشد النجوم كثافة، تنشأ عادةً بعد انفجار نجم ضخم في حدث يعرف باسم “المستعر الأعظم” أو “السوبرنوفا”. هذا الانفجار هو نتيجة لعملية انهيار نواة النجم تحت تأثير الجاذبية عندما تنفد المواد القابلة للاحتراق في النجم. هذه النجوم، رغم أنها صغيرة الحجم مقارنة بالنجوم الأخرى، إلا أن كتلتها الهائلة تجعلها محط اهتمام العلماء.
النجوم الزائفة، أو “الكويزارات”، هي ظواهر كونية فريدة حيث تشع طاقة هائلة من قلب مجرة تحتوي على ثقب أسود ضخم. رغم أن النجوم العادية والزائفة تختلف تمامًا في طبيعتها، إلا أن العلاقة بينهما تتمثل في أنهما جزء من العمليات الكونية التي تشمل تشكل وتدمير النجوم والمجرات.
النجوم السبعة في السماء
بالنسبة للنجوم السبعة التي نراها بوضوح في السماء، فإنها تمثل جزءًا من مجرة درب التبانة وغالبًا ما تكون من النجوم القزمة أو العملاقة، لكنها ليست نجومًا زائفة ولا نجومًا نيوترونية. فكل منها يتميز بخصائص فيزيائية تختلف تمامًا عن النجوم النيوترونية أو النجوم الزائفة، سواء من حيث الكتلة أو الحرارة أو العمر.
لماذا تنفجر النجوم؟
ومن هنا يتضح أن انفجار النجوم هو عملية حتمية في دورة حياة النجوم، تسفر عن تكوين أجسام فلكية أخرى مثل النجوم النيوترونية، التي تعتبر من أغرب وأشد النجوم في الكون، أو النجوم الزائفة التي تكشف لنا عن القوة الهائلة التي يمكن أن تتجسد في قلب المجرات. إن فهم هذه العلاقات والتفاعلات بين أنواع النجوم المختلفة يعزز معرفتنا بالكون ويساعدنا على فهم أعمق للمفاهيم الفلكية التي تظل محيرة ومثيرة للاهتمام.
ما معنى النجوم الزائفة؟
النجوم الزائفة أو ما يعرف بأشباه النجوم، (بالإنجليزية: Quasi-star)،تعد من بين أكثر الأجرام السماوية إثارة للإعجاب والتحدي في الكون. هذه الظاهرة الفلكية، التي تتشكل حول الثقوب السوداء الهائلة في مراكز المجرات، تبرز بإشعاعاتها المكثفة وقوتها الضوئية التي تفوق إشراق مليار نجم. تكون هذه الإشعاعات ناجمة عن امتصاص الثقوب السوداء للغازات المحيطة بها، مما يؤدي إلى تسخينها إلى درجات حرارة تصل لمئات الآلاف من الدرجات المئوية.
كيف تتكون النجوم الزائفة؟
تعد نظرية النجوم الزائفة أحد أكثر الموضوعات غموضًا في الفلك. تشير النظرية السائدة إلى أن هذه الأجرام تتشكل نتيجة اصطدام مجرتين، وهو ما يثير أسئلة عديدة حول كيفية حدوث هذه الظاهرة في الماضي البعيد للكون. الدراسات تشير إلى أن سبب النجوم الزائفة أنها ظهرت بعد حوالي 1.8 مليار سنة من الانفجار العظيم، وهي فترة مبكرة نسبيًا، مما يضيف بعدًا جديدًا للبحث حول تشكل الثقوب السوداء الضخمة التي قد تكونت خلال النصف مليار سنة الأولى من عمر الكون.
أهمية دراسة النجوم الزائفة
تكمن في كونها تحديًا كبيرًا لعلماء الفلك منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي. بسبب ظهورها في صور التلسكوبات مثل النجوم العادية، تطلب الأمر تقنيات متقدمة وتحليل بيانات عالي الجودة لفهم طبيعتها. ولعل من أبرز هذه الجهود ما قامت به بعثات فضائية مثل مهمة “غايا” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، ومستكشف “وايز” التابع لناسا. بفضل هذه البيانات، تمكن العلماء من دراسة النجوم الزائفة بعمق، مما أدى إلى اكتشافات جديدة حول تكوينها وتطورها عبر الزمن.
الكوازار ثقب أسود
هل تساءلت يومًا عن القوة الهائلة التي تشكل الكويزارات، أو النجوم الزائفة؟ إن هذه الأجرام السماوية ليست مجرد مصادر ساطعة للطاقة، بل هي انعكاس لعملية فلكية مدهشة تحدث عندما يلتهم ثقب أسود بالغ الضخامة مادة كونية من الغاز والغبار والنجوم. عند اقتراب هذه المواد من الثقب الأسود، تبدأ في الانضغاط والاحتراق نتيجة الجاذبية الشديدة، مما يؤدي إلى انبعاث طاقة هائلة تجعل الكويزار مرئيًا عبر مسافات شاسعة في الكون. ولعل الأغرب هو الافتراض القائل بأن الكويزارات قد تكون “ثقوبًا بيضاء”، وهي ظاهرة معاكسة للثقوب السوداء، حيث يمكن أن تظهر المادة التي ابتلعها الثقب الأسود في أكوان أخرى أو مناطق بعيدة من الكون. هذه الظاهرة تجعل من النجوم الزائفة والثقوب السوداء أحد أعظم ألغاز الكون، وهي تفتح أمام العلماء آفاقًا جديدة لاستكشاف طبيعة الكون وأسراره العميقة.
هل يمكن ابتلاع الأرض من قبل نجم زائف؟
من ناحية إمكانية ابتلاع النجوم الزائفة لكوكب الأرض، فإن الفكرة غير ممكنة على الإطلاق. النجوم الزائفة تقع على مسافات هائلة منا، عادةً بمليارات السنين الضوئية، وبالتالي تأثيرها علينا محدود جداً. حتى الثقوب السوداء الفائقة الكتلة الموجودة في مراكز المجرات (بما في ذلك مجرتنا، درب التبانة) لا تشكل تهديداً مباشراً على كوكب الأرض بسبب المسافة الشاسعة التي تفصلنا عنها.