هل تعلم لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس بن متى؟ القصة الكاملة

لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس و هو نبي و ما قصة يونس والحوت الذى ابتلعه و ما فعل الله بقومه ثم كيف نجا ذو النون بعد أن عاش في بطن الحوت؟ و المزيد من الأسئلة المحيرة

هل تعلم لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس بن متى؟ القصة الكاملة

لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس و هو نبي و ما قصة يونس والحوت الذى ابتلعه و ما فعل الله بقومه ثم كيف نجا ذو النون بعد أن عاش في بطن الحوت؟ و المزيد من الأسئلة المحيرة



من هو يونس بن متى ؟

يونس بن متى هو أحد أنبياء الله تعالى، من سبط النبي يوسف بن يعقوب بن ابراهيم الخليل عليهم السلام، ذُكرت قصة سيدنا يونس عليه السلام في القران أربع مرات، أرسله الله إلى أهل قرية نينوى في الموصل شمال العراق لهدايتهم و إرشادهم إلى عبادة الله وحده، فقد كانوا يعبدون الأصنام و ظلوا على ذلك و لم يطيعوا نبيهم يونس عليه السلام.

دعوة يونس بن متى

دعا سيدنا يونس بن متى قومه إلى توحيد الله تعالى قرابة ثلاثة و ثلاثين سنة، مستخدما كل الوسائل من ترغيب و ترهيب، ولم يدع مجلساً أو بيتاً، كبيراً أو صغيراً إلا و عرض عليه نبذ الأصنام و عبادة الرحمن. فلم يزدهم ذلك إلا عناداً و تكبراً، ولم يؤمن بدعوته إلا رجلين يسمى الأول العابد و الثاني العالم.

و لما أحس يونس من قومه الكفر، دعا عليهم دعوة حسب مشورة و نصيحة العابد، فاستجاب الله لدعوته، فأوحي الله إليه أن العذاب نازل بهم بعد ثلاثة أيام إن لم يؤمنوا. ليخبر قومه بما أوحي الله به إليه و أن العذاب قريب.

ولما اقترب الموعد أيِس النبي يونس من قومه، فخرج مغاضبا دون أن يأذن الله له بالخروج، و أبق إلى الفلك المشحون هاربا مع صاحبه العابد.

قصة يونس والحوت الذى ابتلعه

وصل سيدنا يونس و رفيقه إلى ساحل البحر، تاركاً قومه وراءه لمصيرهم الذي ظن أنه محتوم وواقع بهم لا محالة، فوجدوا سفينة مرساة عليها ركاب، فطلب من صاحبها حملهما معهم فوافق. و في عرض البحر اعترض السفينة حوت ٌ ضخم فاتحاً فمه يطلب الطعام، و قد ذهب البعض إلى أن الحوت الذي ابتلع سيدنا يونس عليه السلام هو الحوت الأزرق، بل هل تعلم أن الحوت الذى ابتلع سيدنا يونس حي حتي الآن؟

الجواب أنه رغم أن قصة الحوت من أشهر قصص القرآن الكريم، إلا أن مقولة أنه مازال حياً ليست أكيدة، مثل مسألة إنه ابتلع ذلك الحوت حوت آخر أكبر منه.

حاول الربان تفادي الحوت لكنه أصر على ملاحقتهم، فلم يجدوا سبيلا للخلاص منه إلا أن يلقوا أحدهم ليلتهمه و يتخلصوا منه.

فاستهموا بينهم و أسفر الإقتراع على سيدنا يونس، لكن الركاب رفضوا لما وجدوا فيه من الصلاح و حسن العبادة طول الطريق. فأعادوا القرعة ثانياً و ثالثاً و يخرج سهم النبي يونس في كل مرة.

فعلم أنه أمر الله و لا مفر منه، فطلب منهم أن يلقوه إلى الحوت. قال تعالى: “وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون “.

كم عاش سيدنا يونس في بطن الحوت ؟




طاف الحوت بسيدنا يونس البحار كلها، و أوحى الله إلى الحوت ألا يهلك يونس أو يأكل لحمه أو ينهش عظمه، وأحاطت به ظلمات ثلاث؛ ظلمة بطن الحوت و ظلمة البحر و ظلمة الليل. و بقي في جوف الحوت مدة طويلة لا يعلمها إلا الله، سمع خلالها تسبيح أهل البحر، كما لا يعلم أحد إلا الله في اي بحر ابتلعه الحوت ، فجلس يسبح مثلهم و يتضرع إلى الله عسى أن يفرج كربه، فألهمه ربه الكلمات التي تبدد الظلمات و تزيل الكربات، قال تعالى: ” وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ “.

نجاة سيدنا يونس عليه السلام ذا النون من بطن الحوت

استوعب يونس الحكمة، و أدرك ألا يأس مع الله، و أن الأمر بيد الله تعالى فجاء الفرج. ” فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ” ثم جاءت لحظة الإستجابة ” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ “. عندما لفظ الحوت سيدنا يونس عليه السلام خرج هزيلاً ضعيفاً، و أنتبت الله عليه شجرة القرع لتحميه من حر الشمس ” فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ “.

كيف نجا قوم يونس من العذاب ؟

بعد أن غادر يونس القرية و ابتلاع الحوت يونس، ظهرت للقوم دلائل قرب موعد عقاب الله، فخافوا من غضب الله و عادوا إلى رشدهم، والتجؤوا إلى الرجل العالم الذي لم يذهب مع سيدنا يونس و اتخذوه قائداً لهم، الذي نصحهم بأن يخرجوا إلى الصحراء و أن يفرقوا بين الأم و طفلها و بين الحيوانات و أطفالها و أن ادعوا الله تعالى بإخلاص. فخرج جميع الناس كبيرهم و صغيرهم، مريضهم و سليمهم.

فلم يبق منهم أحد إلا و رفع كفيه تضرعاً و تذللاً إلى الله تعالى، كي يقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم و تقصيرهم وعدم طاعة نبيهم. فاستجاب الله دعاءهم و قبل توبتهم و أزاح عنهم العذاب و أنزله على الجبال. و هكذا نجا قوم يونس التائبون المؤمنون بألطاف الله ” فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ “.

عودة سيدنا يونس الى قومه

بعد أن استوعب يونس عليه الصلاة والسلام درسه الأول ونجا من كربه لأنه كان من المسبحين، بعثه الله إلى قومه من جديد، فوجدهم على غير ما تركهم من عبادة الأوثان و فعل المنكرات، وجد أناس مؤمنين يعبدون الله و يوحدونه، قال تعالى: ” وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ “.

وعى يونس درس الصبر على أقدار الله تعالى و عدم اليأس من رحمته و التي قد تأتي في الرمق الأخير من صبر العبد ” وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ “، و هذا ما يجب أن نستوعبه من قصة سيدنا يونس عليه السلام.



السابق
بحث عن الاسرة والتحولات الاجتماعية
التالي
ما هو مرض فيروس كورونا الجديد 2019-20 (COVID-19)

اترك تعليقاً