وسط أجواء نارية، وفي ليلة كروية عصيبة، تلقى ريال مدريد صفعة قوية في رحلته للحفاظ على صدارة الدوري الإسباني، بعدما سقط أمام مضيفه إسبانيول بنتيجة 1-0 في مباراة حبست أنفاس الجماهير حتى اللحظات الأخيرة. الهدف الوحيد الذي رسم ملامح السقوط المدريدي أتى متأخراً، وتحديداً في الدقيقة 85، حين تمكن كارلوس روميرو من خطف الأضواء وتسجيل هدف تاريخي بعد تمريرة بارعة من المغربي عمر الهلالي، ليكسر بذلك صمود الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
Contents
بداية متوازنة ومباراة تكتيكية بامتياز
منذ صافرة البداية، بدا واضحاً أن المباراة لن تكون سهلة على أي من الفريقين. ريال مدريد، الذي دخل المواجهة وهو في صدارة ترتيب الليغا برصيد 49 نقطة، كان يعلم تماماً أن أي تعثر سيفتح المجال أمام أتلتيكو مدريد لمنافسته بقوة على القمة. من الجهة المقابلة، كان إسبانيول، الذي يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء، مدركًا أن الخروج بنتيجة إيجابية أمام العملاق المدريدي قد يكون نقطة تحول في موسمه.
بدأ اللقاء بحذر واضح من الطرفين، حيث انحصرت الكرة في وسط الملعب خلال الدقائق الأولى، مع بعض المحاولات المتواضعة لكسر التوازن الدفاعي. ريال مدريد حاول فرض أسلوبه المعتاد في السيطرة على الاستحواذ والتمريرات القصيرة، إلا أن إسبانيول، بقيادة مدربه الذي قرأ المباراة بذكاء، أظهر صلابة دفاعية منعت الفريق الملكي من الوصول بسهولة إلى مناطق الخطورة.
فرص ضائعة ومدريد يقترب من التسجيل
عند الدقيقة 18، كاد إسبانيول أن يفاجئ الضيوف عندما أطلق كاريراس تسديدة زاحفة تصدى لها كورتوا ببراعة، محبطًا أولى المحاولات الخطيرة لأصحاب الأرض. في المقابل، بدأ ريال مدريد بتكثيف هجماته مع مرور الوقت، وكانت أبرز لقطاته في الدقيقة 21، حين سجل فينيسيوس هدفًا تم إلغاؤه بسبب تدخل مبابي على مدافع إسبانيول لوزانو، ما أثار بعض الجدل بين اللاعبين والجماهير.
لم يستسلم الفريق الملكي، وواصل محاولاته، فشهدت الدقيقة 32 لقطة مهارية رائعة من فينيسيوس، حيث تخطى بول لوزانو بمراوغة جميلة، إلا أن كرته العرضية لم تجد من يتابعها داخل منطقة الجزاء. ثم، عند الدقيقة 39، أطلق بيلينغهام قذيفة صاروخية نحو الزاوية العليا، لكن الحارس بونس كان في الموعد وتصدى لها بثقة.
شوط أول سلبي وأداء دفاعي صارم
الشوط الأول انتهى بدون أهداف، رغم تعدد المحاولات من كلا الفريقين، لكنه كان شوطًا شهد ندية تكتيكية عالية، مع انضباط واضح من لاعبي إسبانيول الذين تمكنوا من إغلاق المساحات أمام المدريديين، فيما افتقد ريال مدريد إلى اللمسة الأخيرة أمام المرمى.
مع بداية الشوط الثاني، بدأ الريال بضغط عالٍ أملاً في كسر الصمود الدفاعي لإسبانيول. في الدقيقة 50، سدد بيلينغهام كرة قوية تصدى لها الحارس قبل أن ترتد أمام مبابي الذي سددها لترتطم بالقائم، مهدراً فرصة ذهبية.
القائم يرفض هدفًا لرودريغو والسيطرة دون فاعلية
في الدقيقة 77، كاد رودريغو أن يمنح ريال مدريد التقدم بعد مجهود فردي رائع، حيث تلاعب بمدافع إسبانيول وأطلق تصويبة قوية ارتدت من القائم، ليبقى التعادل السلبي سيد الموقف.
ريال مدريد لم يهدأ، بل واصل هجماته الكاسحة، إلا أن الدفاع الإسباني صمد ببسالة، مستفيدًا من التسرع المدريدي وغياب التركيز في اللمسة الأخيرة.
الدقيقة 85.. لحظة الحسم والانفجار
وبينما كانت المباراة تتجه نحو التعادل، جاءت لحظة الحسم التي صدمت الجميع. المغربي عمر الهلالي، الذي قدم مباراة كبيرة، مرر كرة بينية ساحرة إلى كارلوس روميرو الذي استغل خطأ دفاعيًا قاتلًا لينفرد بكورتوا ويسدد كرة زاحفة استقرت في الشباك، ليعلن عن تقدم إسبانيول وسط فرحة جماهيرية هائلة.
ريال مدريد حاول العودة في الدقائق الأخيرة، لكن الصدمة كانت قوية، ومرت الدقائق دون تغيير في النتيجة، ليطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا خسارة ريال مدريد الثالثة هذا الموسم.
تداعيات الهزيمة وتأثيرها على سباق اللقب
هذه الخسارة جاءت في توقيت حساس لريال مدريد، حيث سمحت لأتلتيكو مدريد بتقليص الفارق إلى نقطة واحدة بعد فوزه على ريال مايوركا 2-0. المدرب كارلو أنشيلوتي أقر بصعوبة اللقاء، مؤكدًا أن فريقه افتقد للحسم في الثلث الأخير من الملعب.
في المقابل، كان هذا الانتصار نقطة تحول لإسبانيول، الذي رفع رصيده إلى 23 نقطة، مما عزز آماله في البقاء ضمن فرق الليغا.
النهاية.. سقوط مفاجئ وصراع مشتعل
هكذا، خرج ريال مدريد من استاد باور إيت وهو يدرك أن طريق الحفاظ على اللقب لن يكون سهلًا. في المقابل، احتفل إسبانيول بانتصار قد يكون الأغلى له هذا الموسم، ليبقى الدوري الإسباني مفتوحًا على كل الاحتمالات قبل مواجهة الديربي المنتظرة بين الريال وأتلتيكو الأسبوع المقبل. فهل ستكون هذه الخسارة مجرد تعثر عابر أم أنها بداية أزمة للفريق الملكي؟ الأيام وحدها ستكشف لنا الجواب.