الصحة والجمال

التهاب المفاصل الروماتويدي

التهاب المفاصل الروماتويدي

التهاب المفاصل الروماتويدي،(بالإنجليزية: Rheumatoid Arthritis) ، هو مرض التهابي مزمن يصيب المفاصل ويؤثر على العديد من أجهزة الجسم الأخرى. يعد هذا المرض من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم بالخطأ، مما يؤدي إلى تهيج السائل الزليلي المحيط بالمفاصل. ينتج عن هذا الالتهاب زيادة في سمك السائل الزليلي، مما يتسبب في تآكل الغضاريف والعظام المرتبطة بالمفصل، وخاصة المفاصل الصغيرة مثل تلك الموجودة في اليدين والمعصمين، ويحدث تشوهات دائمة يمكن أن تعوق الحركة وتسبب آلاماً مزمنة.

ليس ذلك فحسب، بل يمتد تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي ليشمل أجزاء أخرى من الجسم مثل الرئتين، والقلب، والعينين، مما يزيد من خطورة هذا المرض ويجعله أحد التحديات الصحية الكبرى. وعلى الرغم من التطورات الطبية الحديثة، إلا أن هذا المرض قد يؤدي إلى إعاقة جسدية مستمرة إذا لم يُعالج بشكل صحيح.

فما هو تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي على الجسم؟ وكيف يمكن السيطرة عليه وتجنب مضاعفاته؟

 

ما الفرق بين الروماتيزم والروماتويد؟

الروماتيزم والروماتويد مصطلحان قد يبدو أنهما يشيران إلى نفس الحالة، ولكنهما في الواقع مختلفان.

الروماتيزم هو مصطلح عام يشمل مجموعة واسعة من الأمراض التي تؤثر على المفاصل والأنسجة المحيطة بها، ويمكن أن تكون هذه الأمراض مناعية أو غير مناعية.

أما الروماتويد، أو ما يعرف بـالتهاب المفاصل الروماتويدي، فهو مرض محدد ضمن أمراض الروماتيزم، ولكنه يتميز بأنه من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ مفاصل الجسم، مما يؤدي إلى التهابها بشكل مزمن.

هذا الالتهاب يمكن أن يتسبب في تلف وتشوه المفاصل على المدى الطويل إذا لم يتم التدخل الطبي المناسب. إذن، يمكن القول أن كل روماتويد هو روماتيزم، لكن ليس كل روماتيزم هو روماتويد.

الروماتويد يتميز أيضًا بأنه مرض جهازي، مما يعني أنه قد يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم مثل الجلد، العينين، وحتى الرئتين، وهو ما يجعله أكثر خطورة وتعقيدًا مقارنةً بأمراض الروماتيزم الأخرى.

 

اعراض مرض التهاب المفاصل الروماتويدي

يسبب مرض التهاب المفاصل الروماتويدي مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تتفاوت شدتها بين المرضى.

التصلب الصباحي: أحد أكثر الأعراض وضوحًا، حيث يشعر المصابون بصعوبة في تحريك المفاصل لفترات تتجاوز الساعة، وتستمر أحيانًا لساعات عديدة.

الألم المفصلي: يعد الألم المفصلي عرضًا شائعًا، ويترافق مع التهابات تؤدي إلى ألم دائم سواءً كان المفصل في حالة حركة أو راحة.

التورم والاحمرار: هما من العلامات التي تدل على الالتهاب المفصلي، حيث قد تصبح المفاصل ساخنة ومحمرة.

الإعياء: يعاني الكثير من المرضى من الإعياء الشديد، الذي قد يظهر قبل أي أعراض أخرى بأسابيع أو حتى أشهر. قد يؤدي الإعياء إلى تفاقم الشعور بالتعب والاكتئاب.

التصلب في المفاصل الصغيرة: مثل اليدين أو القدمين يمكن أن يكون علامة مبكرة على التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يتسبب الالتهاب في زيادة حجم المفاصل.

الحمى المنخفضة الدرجة: والتي تعتبر إشارة تحذيرية مبكرة عند اقترانها بأعراض أخرى.

الخدر والوخز: أيضًا من الأعراض الممكنة نتيجة ضغط الالتهاب على الأعصاب، مما يسبب شعورًا غير مريح في اليدين أو القدمين.

تتفاقم الأعراض مع الحد من الحركة، حيث يمكن أن يؤثر الالتهاب على الأوتار والأربطة، مما يحد من قدرة الشخص على تحريك بعض المفاصل. كما أن تورم المفاصل البسيط و ضعف الجهاز التنفسي و هشاشة العظام قد تصاحب تفاقم المرض.

في الحالات المتقدمة، يمكن أن تتأثر الأعضاء الداخلية مثل الرئتين والقلب والكلى، مما يزيد من تعقيد الحالة الصحية للمريض.

على الرغم من أن الأعراض قد تظهر وتختفي بين الحين والآخر، إلا أنها تتناوب بين فترات التوهج، حيث تزداد حدة الأعراض، وفترات التعافي النسبي التي تقل فيها شدة الأعراض. مع مرور الوقت، قد تتسبب هذه التقلبات في حدوث تشوهات دائمة في المفاصل وتغيرات في موقعها، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصاب.

 

أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي

العوامل الوراثية

تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في زيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. إذ يحمل بعض الأشخاص جينات معينة، مثل تلك المرتبطة بمستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA)، التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. ليس هذا فقط، بل يمكن أن تتفاعل هذه الجينات مع عوامل بيئية، مثل التدخين أو السمنة، مما يزيد من شدة المرض. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الوراثة قد تؤثر على استجابة الجسم للعوامل البيئية المحفزة، كالفيروسات والبكتيريا.

العمر والجنس

يزداد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي مع تقدم العمر، على الرغم من أنه يمكن أن يظهر في أي مرحلة عمرية. وتشير الدراسات إلى أن النساء معرضات للإصابة بالمرض بمعدل أكبر من الرجال، بمقدار يتراوح بين مرتين إلى ثلاث مرات. هذا الفرق في النسبة قد يعزى إلى التغيرات الهرمونية أو عوامل بيولوجية أخرى تختلف بين الجنسين.

التدخين

التدخين هو أحد العوامل البيئية المعروفة التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. حيث أظهرت دراسات متعددة أن التدخين يمكن أن يعزز من نشاط الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى مهاجمة الأنسجة السليمة في المفاصل، وبالتالي تفاقم حالة المرض.

السمنة

السمنة هي عامل خطر آخر للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. حيث وجدت الدراسات أن زيادة الوزن ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بالمرض. السمنة قد تؤدي إلى تزايد الالتهابات في الجسم، مما يزيد من احتمالية تعرض المفاصل للروماتويد.

العوامل البيئية الأخرى

بالإضافة إلى التدخين والسمنة، يمكن أن تسهم العوامل البيئية مثل التعرض للفيروسات أو البكتيريا في بدء عملية التهاب المفاصل الروماتويدي، خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي.

الوقاية والتخفيف

على الرغم من وجود العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، تشير الدراسات إلى أن هناك سلوكيات يمكن أن تقلل من هذا الخطر. فعلى سبيل المثال، النساء اللواتي يقمن بالرضاعة الطبيعية لأطفالهن قد يكنّ أقل عرضة للإصابة بالمرض.

 

مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي

هشاشة العظام

إن التهاب المفاصل الروماتويدي يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام التي تعد واحدة من أكثر المضاعفات شيوعًا لهذا المرض المزمن. وهي حالة تؤدي إلى ضعف العظام مع زيادة قابليتها للكسر. يمكن أن يكون السبب في ذلك هو التأثيرات المباشرة للالتهاب نفسه، أو نتيجة لبعض الأدوية المستخدمة في علاج الداء.

العقد الروماتويدية

العقد الروماتويدية هي نتوءات صلبة تتشكل من الأنسجة غالبًا حول المفاصل مثل المرفقين. ومع ذلك، قد تتشكل هذه العقد في أماكن أخرى بالجسم، بما في ذلك القلب والرئتان. هذه العقد قد تكون غير مؤلمة ولكنها قد تسبب إزعاجًا جماليًا أو طبيًا.

جفاف العينين والفم

يعاني المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي من زيادة خطر الإصابة بمتلازمة شوغرن، وهي حالة تتسبب في انخفاض مستوى الرطوبة في العينين والفم. هذا الجفاف المزمن يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أخرى مثل تهيج العينين وصعوبة في البلع والتحدث.

العدوى

يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل الروماتويدي والعديد من العلاجات المستخدمة في مكافحته إلى ضعف الجهاز المناعي. هذا الضعف يزيد من احتمالية الإصابة بعدوى متعددة، بما في ذلك الإنفلونزا، الالتهاب الرئوي، والهربس النطاقي. لذا فإن الوقاية من خلال التطعيمات هي خطوة أساسية في حماية المصابين من هذه الأمراض.

التركيب الجسماني غير الطبيعي

عادة ما يعاني مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من زيادة نسبة الدهون إلى الكتلة العضلية، حتى لدى الأفراد ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي. هذا التغيير في تركيب الجسم يمكن أن يؤثر سلبًا على النشاط البدني والصحة العامة.

متلازمة النفق الرسغي

إذا أصاب التهاب المفاصل الروماتويدي الرسغين، فقد يضغط الالتهاب على العصب المسؤول عن وظائف اليد والأصابع. هذا الضغط قد يؤدي إلى متلازمة النفق الرسغي، وهي حالة تسبب الألم والتنميل في اليدين.

مشاكل القلب

التهاب المفاصل الروماتويدي يزيد من خطر تصلب الشرايين المسدودة، وكذلك التهاب الكيس المحيط بالقلب. هذه المشاكل القلبية قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل النوبات القلبية.

أمراض الرئة

يتعرض مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي لخطر أكبر للإصابة بالتهابات ونُدوب في أنسجة الرئتين. هذه الحالات قد تتسبب في ظهور ضيق تدريجي في التنفس وصعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية.

اللمفومة

يزيد التهاب المفاصل الروماتويدي من خطر الإصابة باللمفومة، وهي نوع من سرطانات الدم التي تتطور في الجهاز اللمفاوي. هذه الزيادة في خطر الإصابة بالسرطان تتطلب متابعة طبية دقيقة لتشخيص أي تغيرات محتملة ومبكرة.

الحياة اليومية

تؤثر مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل كبير على نوعية الحياة، حيث يمكن أن تعيق الحركة اليومية وتؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة العادية. تلك المضاعفات تتطلب إدارة شاملة، بما في ذلك التدخل الطبي وتعديلات في نمط الحياة.

 

موضوع قد يهمك: التهاب المفاصل الروماتيزمي


التهاب المفاصل الروماتيزمي عند الأطفال

هو أحد الأمراض المزمنة الشائعة التي تؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال والمراهقين. يُعتبر هذا الاضطراب المناعي الذاتي من أكثر الأمراض المؤلمة التي تصيب المفاصل، حيث يؤدي إلى التورم، والتصلب، والألم المستمر. ورغم أن الأسباب الدقيقة لهذا المرض ليست مفهومة بشكل كامل، إلا أن هناك اعتقادًا بأن مزيجًا من العوامل البيئية والاستعداد الوراثي يساهم في تفعيل استجابة مناعية غير طبيعية تؤدي إلى ظهور الأعراض.

ينقسم التهاب المفاصل الروماتيزمي عند الأطفال إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

التهاب المفاصل الجهازي

يظهر النوع الجهازي في حوالي 10% من الحالات ويؤثر على عدد كبير من المفاصل في الجسم.

التهاب المفاصل المتعدد

يصيب 30% من الأطفال المصابين، فيشمل التهاب خمسة مفاصل أو أكثر، ويتميز بتأثيره على المفاصل الصغيرة لليدين والركبتين والكاحلين بشكل متناظر. يُعد هذا النوع من الالتهاب صعبًا للغاية، حيث يعاني 45% من الأطفال المصابين به من أعراض مستمرة حتى بعد مرحلة المراهقة.

التهاب المفاصل القليل

النوع الأكثر شيوعًا، والذي يشمل إصابة حتى أربعة مفاصل ويصيب 60% من الحالات. يعتبر هذا النوع أقل حدة مقارنةً بالأنواع الأخرى، ويتركز في مفاصل كبيرة مثل الركبة أو المعصم. كما يرتبط هذا النوع بشكل وثيق بالتهاب العنبية، مما يستدعي إجراء فحوصات دورية للعيون كل 3-4 أشهر لضمان عدم تطور مضاعفات بصرية.

 

أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال

آلام المفاصل

تعتبر آلام المفاصل من الأعراض الأكثر شيوعًا التي يواجهها الأطفال المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي. يمكن أن تكون الآلام مستمرة أو متقطعة، وقد تزداد سوءًا في الصباح أو بعد فترات من الراحة.

التيبس الصباحي

يعاني الأطفال المصابون بهذا النوع من الالتهاب من تيبس في المفاصل خاصة في الصباح. قد يستمر هذا التيبس لعدة ساعات بعد الاستيقاظ، مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة.

تورم المفاصل

يصاحب الالتهاب تورم واضح في المفاصل المتضررة، وقد يكون هذا التورم مصحوبًا بزيادة في حرارة المنطقة المصابة، مما يشير إلى نشاط الالتهاب.

الحمى

الحمى المتكررة وغير المبررة تعتبر من الأعراض المرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال. تكون الحمى غالبًا منخفضة الدرجة، ولكن يمكن أن ترتفع أحيانًا بشكل ملحوظ.

التعب والإرهاق

يشعر الأطفال المصابون بهذا الالتهاب بالتعب والإرهاق المستمرين، مما يؤثر على قدرتهم على المشاركة في الأنشطة اليومية والمدرسية.

طفح جلدي

قد يظهر طفح جلدي Baby Rash مميز بلون وردي على الجسم، والذي قد يترافق مع الحمى ويختفي عندما تنخفض درجة حرارة الطفل.

التهاب العين

يمكن أن يتسبب التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال في التهابات بالعين، مما قد يؤدي إلى مشاكل بصرية إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب.

مشاكل النمو

يؤثر هذا الالتهاب على النمو الطبيعي للطفل، حيث يمكن أن يؤدي إلى تأخر في النمو أو مشاكل في تطور العظام، مما يجعل الاهتمام الطبي المستمر أمرًا حيويًا للحفاظ على نمو صحي.

تقييد حركة المفاصل

يعاني الأطفال المصابون من صعوبة في تحريك المفاصل المصابة بحرية، مما قد يؤدي إلى العرج أو صعوبة في أداء الأنشطة البدنية المعتادة.

هذه النقاط تلخص أبرز الأعراض المرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال، مع توضيح أهمية الكشف المبكر والتعامل الصحيح مع الحالة لضمان جودة حياة أفضل للأطفال المصابين.

 

موضوع قد يهمك: اسباب وعلاج عسر الهضم عند الاطفال

 

أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال

العوامل الوراثية

تلعب الجينات دورًا رئيسيًا في ظهور التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي. فالأطفال الذين يحملون طفرات جينية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. ولكن، هل يمكن تحديد الجينات المسؤولة بشكل قاطع؟ الجواب لا يزال معقدًا، حيث تساهم مجموعة متنوعة من الجينات في زيادة خطر الإصابة، وليس جينًا واحدًا فقط.

العوامل البيئية

البيئة التي يعيش فيها الطفل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على احتمالية تطور التهاب المفاصل الروماتويدي. العدوى الفيروسية، على سبيل المثال، تم ربطها علميًا بنشوء المرض. ومع ذلك، العلاقة بين البيئة وتطوير المرض لا تزال موضوعًا للبحث والدراسة، حيث أن التعرض لمسببات مرضية قد يؤدي إلى تحفيز الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي، مما يسهم في ظهور المرض.

اختلالات الجهاز المناعي

من أبرز أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي هو خلل في وظائف الجهاز المناعي. حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة عن طريق الخطأ، ويعتبرها كأعداء يجب القضاء عليها. هذا الاختلال يتسبب في حدوث التهابات مستمرة وتلف في الأنسجة المفصلية، مما يؤدي إلى الألم والتورم. هذا السيناريو يعزز فكرة أن المرض ينتمي إلى فئة أمراض المناعة الذاتية.

التفاعلات العرضية والإصابات

قد يلاحظ الآباء انتفاخًا في مفاصل طفلهم بعد تعرضه لكدمة أو سقوط، مما يدفعهم للاعتقاد بأن الإصابة هي سبب الالتهاب. لكن، الحقيقة أن هذه التفاعلات العرضية قد تكون مجرد محرك لإبراز الأعراض وليس السبب الفعلي للمرض. على الرغم من ذلك، يُعتقد أن بعض الإصابات قد تسرع من ظهور الأعراض في الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي أو بيئي.

عدم وجود سبب محدد وواضح

من الصعب تحديد سبب واحد للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي. الأسباب غالبًا ما تكون متعددة ومعقدة، تجمع بين العوامل الوراثية والبيئية، بالإضافة إلى استجابة غير طبيعية من الجهاز المناعي. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يمكننا يومًا ما فهم هذه الأسباب بدقة؟ الإجابة لا تزال غير مؤكدة، مما يجعل التشخيص والعلاج تحديًا مستمرًا.

 

مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال

التهاب العنبية

يمكن أن يتسبب التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي في حدوث التهاب في العنبية، وهو الجزء الأمامي من العين. إذا لم يتم التعامل مع هذه الحالة بعناية، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل إعتام عدسة العين والزَرَق، مما قد يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر. هذا النوع من الالتهاب غالبًا ما يحدث دون ظهور أعراض واضحة، لذلك من الضروري أن يخضع الأطفال المصابون للفحص الدوري من قبل طبيب العيون لضمان اكتشاف أي مشاكل في وقت مبكر.

إعاقة الحركة

يُعد التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي من الأمراض التي قد تؤدي إلى تقييد حركة الأطفال المصابين، حيث يمكن أن يسبب تشوهات في المفاصل وتقليل المرونة. قد تزداد هذه المشكلة سوءًا مع مرور الوقت إذا لم يتلقَ الطفل العلاج المناسب، مما قد يؤثر سلبًا على نموه وتطوره الجسدي.

مشكلات النمو

إلى جانب التأثير المباشر على المفاصل، يمكن أن يعرقل التهاب المفاصل الروماتويدي النمو الطبيعي للأطفال. فقد يؤثر على نمو العظام والطول بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات لعلاج هذا الالتهاب قد يؤدي إلى تباطؤ النمو، مما يستدعي متابعة دقيقة وإشراف طبي مستمر.

التحديات النفسية والاجتماعية

إن الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي لا تؤثر فقط على صحة الطفل الجسدية، بل يمكن أن تترك أثرًا نفسيًا أيضًا. قد يشعر الأطفال بالعزلة أو القلق بسبب محدودية قدرتهم على المشاركة في الأنشطة اليومية مع أقرانهم، مما قد يتطلب دعمًا نفسيًا واجتماعيًا لمساعدتهم في التكيف مع حالتهم الصحية.

 

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال

العلاج الدوائي

يُعتبر العلاج الدوائي هو الأساس في التعامل مع التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال. في البداية، يُعتمد على الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الأيبوبروفين والنابروكسين، التي تُساهم في تخفيف الألم والتورم.

وفي حال عدم الاستجابة الكافية لهذه الأدوية، يتم اللجوء إلى الأدوية المضادة للروماتويد والمعدلة لسير المرض (DMARDs) مثل الميثوتريكسات، الذي يُعد الأكثر شيوعًا بين الأطفال، حيث يُعطى بجرعة أسبوعية واحدة لتقليل تلف المفاصل المحتمل وتحسين الوظيفة العامة.

كما يتم تطوير العوامل البيولوجية التي تستهدف العمليات الالتهابية بشكل محدد، مثل حاصرات عامل نخر الورم (Anti-TNF) وأدوية أخرى مثل إيتانيرسيبت وأداليموماب، التي تساعد في تقليل الالتهاب ومنع التلف الجهازي للمفاصل.

العلاج الطبيعي

بجانب العلاج الدوائي، يلعب العلاج الطبيعي دورًا حيويًا في الحفاظ على مرونة المفاصل وقوة العضلات لدى الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل.

يتضمن هذا العلاج العمل مع أخصائي العلاج الطبيعي لتطوير برامج تمارين تساعد على تحسين نطاق الحركة ومنع تصلب المفاصل.

كما يمكن أن يتم اللجوء إلى دعامات المفاصل أو الجبائر للحفاظ على وضعية جيدة للمفاصل ومنع تدهور الحالة.

يُعتبر العلاج الطبيعي عنصرًا أساسيًا في الوقاية من المضاعفات وتطوير أداء الأطفال في الأنشطة اليومية.

العلاجات الجراحية

في الحالات الشديدة والمقاومة للعلاجات الدوائية والطبيعية، قد يُوصي الأطباء بالتدخل الجراحي لتحسين وظيفة المفاصل وتقليل الألم. تُستخدم الجراحة كخيار أخير عندما تتسبب الحالة في قيود وظيفية كبيرة تؤثر على حياة الطفل اليومية.

الاعتبارات الوقائية ومتابعة الحالة

نظرًا لأن التهاب المفاصل الروماتويدي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد، فإن الرعاية المستمرة والمتكاملة ضرورية. تشمل هذه الرعاية مراقبة الأعراض الجانبية للأدوية، مثل اضطرابات المعدة أو مشاكل الكبد، وتعديل العلاجات حسب الحاجة.

كما يُنصح بتثقيف الأهل حول أهمية الالتزام بالخطط العلاجية وتقديم الدعم النفسي للطفل للتعامل مع التحديات اليومية المرتبطة بالمرض.

 

السابق
التهاب المفاصل الروماتيزمي
التالي
فوائد زيت الأركان

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : التهاب المفاصل الروماتيزمي – بحث

اترك تعليقاً